مكناس : عبد الصمد تاج الدين
شكل موضوع استهلاك السيجارة الاليكترونية بمجتمعنا وخصوصا بالمدارس والثانويات والمعاهد العليا محور ندوة نظمت بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمكناس،نقاشا وجدلا غاية في الأهمية، حيث طالب المتدخلون بتفعيل برامج خاصة لمحاربة هذه الظاهرة مع اعتماد المقاربة التحسيسية لمواجهتها والحد من انتشارها كما دعت الشباب إلى التحلي باليقظة اللازمة أمام الإعلانات المغرية التي تؤثر سلبا على السلوكيات المتهورة ،خاصة لدى الشباب والنساء ،متيرين الانتباه الى ضرورة معالجة هذه الظاهرة بشتى الوسائل خصوصا على مستوى تكثيف الحملات التحسيسية مع العمل على تكييف المجال باجراءات قانونية تروم تقنين تجارتها.
وخلال الجلسة الافتتاحية للأيام الدراسية المنظمة تزامنا مع اليوم العالمي لمحاربة التدخين الذي اتخذ له كشعار"السجارة الالكترونية نكهات جذابة وخسائرمرعبة اجمع المؤطرون لذات الندوة الهامة إلى أن ظاهرة تدخين السجارة الاليكترونية تعرف انتشارا واسعا في صفوف المراهقين والبافعين بالثانويات والإعداديات ومؤسسات التعليم العالي بالمجال الحضري كما القروي، مع ما لذلك من أثر على صحة الناشئة المعرضة لشتى الامراض الخطيرة.
واستهلت الأستاذة مهسيل سارة، فعاليات النسخة الأولى للأيام الدراسية بدون تدخين بعرض تقديمي استعرضت خلاله مضامين وأهداف مشروع المؤسسة بدون تدخين في إطارانخراط المعهد العالي لمهن الصحة بمكناس في المبادرة التي أطلقتها وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية و وزارة التعليم العالي للبحث العلمي و الابتكار بدعم من منظمة الصحة العالمية.
من جانبها ، عددت الدكتورة بنعياد سعيدة رئيسة مركزالإدمان بمكناس ،مجموع الاضرار المرتبطة باستهلاك السجائرالاليكترونية والمؤدية لإصابة بأمراض متعددة كالانسداد الرئوي المزمن والربو وما الى ذلك من أمراض السرطان ، مسلطة الضوء مجموعة من الاحصائيات والمؤشرات المسجلة في يخص تعاطي هذه السجارة من بين الفئات العمرية وأماكن استهلاكها كما قدمت الأنماط.
المغرية التي يقترحها مصنعو هذه السجائر في تحايل كبيرعلى مستهلكي مشتقات التبغ التقليدية للانتقال إلى منتجات أخرى مبتكرة على حد تعبيرهم التجاري المغري بأقل ضررعلى الصحة ،من قبيل المنتجات الالكترونية الجديدة القائمة على تبخير وتسخين التبغ وغيرها من المنتجات التقليدية الخالية من الدخان.
موضحة أن هذه المغالطات التي يروج لها،لا أساس لها من الصحة حسب الدراسات المنجزة في هذا الموضوع بل بالعكس ،فان هذا المنتوج الجديد الذي اصبح يعرف رواجا وتجارة واسعة بدون حسيب ولا رقيب والذي يتيح للمستعمل اختيار جرعة النيكوتين الذي يريد واضافة النكهات الطيبة الرائحة ، وما الى ذلك من التفنن في إعطاء شكل السجارة الاليكترونية تنويعا تجعل المستهلك ينساق وراء جمالية استعمالها، لكن كل ذلك تقول د بنعياد، لن يجنب المتعاطي لهذا النوع من التذخين في صيغته الجديدة من الاصابة بالامراض الخطيرة كما لا ينفعه على الاقلاع عن التدخين، بل قد يضاعف نسب الادمان بشكل يتجاوز بكثيراستهلاك السجائر التقليدية مع الإبقاء على مخاطر الامراض .
وتندرج هذه الأيام العلمية المنظمة تحت اشراف المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس والتي عرفت تعبية موارد بشرية ولوجيستيكية هامة، في اطار البرنامج العام لوزارة الصحة الرامي لمحاربة التدخين بشتى انواعه حيث استهلت بالكلمات الافتتاحية لكل من مدير المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمكناس، وممثلة المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس، بعدما عبرو عن الأهمية القصوى التي يكتسيها الموضوع الرامي في دلالاته للحد من افة التدخين بالمؤسسة التعليمية و كسب رهان جيل شباب دون تدخين.
وعرفت المناسبة التي امتدت طيلة يومي نهاية الأسبوع الماضي ،استعراض فني رائع لاعمال الطلبة تجلت في أروقة ضمت لوحات تشكيلية لها علاقة بآفة التدخين وأضراره والطرق البيداغوجية المبتكرة في مواجهة أفة التذخين ورواق الرقمنة والعالم الافتراضى لتختتم الدورة بتوزيع الأدرع التذكارية على الفائزين شواهد المشاركة في المسابقات الموازية.
